بينما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال بيومها الوطني الرابع والخمسين في الثاني من ديسمبر 2025، يتزايد الحماس في جميع أنحاء البلاد لما يُتوقع أن يكون مشهدًا جامعًا للوطنية والتقدم. يُخلّد هذا الاحتفال السنوي، المعروف باسم “عيد الاتحاد”، ذكرى توحيد الإمارات السبع عام 1971، وهو إنجازٌ تاريخيٌّ حوّل مجموعةً من المشيخات القبلية إلى قوةٍ عصريةٍ ضاربةٍ في التاريخ.
يجسّد شعار هذا العام، “متحدون”، روح التكاتف، ويدعو المواطنين والمقيمين وأكثر من 200 جنسية تتخذ من الإمارات موطنًا لها للمشاركة في احتفالاتٍ تمزج بين التراث الغني والطموح الاستشرافي. ومن خلال بثٍّ حيٍّ للحفل الكبير في الأماكن العامة في جميع أنحاء الإمارات السبع، يهدف الحدث إلى جعل الاحتفال في متناول الجميع، وتعزيز شعورٍ مشتركٍ بالفخر والانتماء للمجتمع.
سيُبثّ الحفل الرئيسي، الذي لا يزال مكان إقامته طي الكتمان، والذي عادةً ما يُشرف عليه حكام الإمارات، مباشرةً على القنوات التلفزيونية المحلية، وقناة “عيد الاتحاد” الرسمية على يوتيوب، والموقع الإلكتروني للحدث. يضمن هذا النهج الشامل ألا يُفوّت أحدٌ العروض المُتقنة، التي غالبًا ما تتضمن موسيقى أوركسترالية، وعروضًا ثقافية، ورواية قصصية مُبتكرة.
وقد رفعت النسخ السابقة سقف التوقعات: ففي العام الماضي، تضمّن الاحتفال الثالث والخمسون عند سفح جبل حفيت سيمفونية لأوركسترا لندن الفيلهارمونية بمشاركة 33 موسيقيًا إماراتيًا و66 فنانًا عالميًا، بينما تضمّن الاحتفال الحادي والخمسون في عام 2022 عرض قطار الاتحاد للسكك الحديدية، مُلمّحًا إلى إطلاق خدمة نقل الركاب المُرتقب في عام 2026. لا تُشيد هذه العناصر بالآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بل تُسلّط الضوء أيضًا على التقدم السريع الذي أحرزته الدولة في البنية التحتية والتكنولوجيا والاستدامة.
في أبوظبي، عاصمة الدولة ونبضها، ستُعرض عروضٌ في أحياء مثل مدينة خليفة، ومدينة الفلاح، ومدينة الشامخة، بالإضافة إلى تجمعاتٍ متنوعة في مجالسٍ شعبية. أما منطقة الظفرة، فستستضيف عروضًا في حديقة مدينة زايد العامة، وواحة ليوا الهادئة، وحديقة الشهبانة في السلع، وغيرها من المواقع الخلابة، بما في ذلك حديقة جزيرة دلما العامة، وحديقة زايد الخير في غياثي.
وتنضم مدينة العين، المعروفة باسم “مدينة الحدائق”، إلى مواقع مثل منطقة مطار العين الدولي، ومجالس تاريخية مثل الطوية والمسعودي. وتوفر هذه المواقع، العريقة في التقاليد الإماراتية، خلفياتٍ مثاليةً للعائلات للتجمع، والتلويح بالأعلام، والاستمتاع بالعرض وسط برد الشتاء القارس.
وبعيدًا عن أبوظبي، تمتد الاحتفالات إلى جميع أنحاء البلاد. وتشمل مواقع دبي النابضة بالحياة الخوانيج، والقرية العالمية، ودبي فستيفال سيتي مول، حيث يمكن للحشود أن يتوقعوا مزيجًا من التسوق والترفيه والحماس الوطني.
تُتيح الشارقة حديقتي السيوح والكشيشة للزيارات الجماعية، بينما تُعدّ كلٌّ من مرسى عجمان، وحديقة الجرف العائلية، وحديقة الورقة في عجمان بأجواء عائلية مُريحة. وتُكمّل واجهة الخور المائية في أم القيوين، وكورنيش القواسم وسارية العلم الشهيرة في رأس الخيمة، وشاطئ المظلات في الفجيرة القائمة، مما يضمن تناغمًا مُتناغمًا في جميع الإمارات.
يُؤكد هذا التسهيل الواسع على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالشمولية، مُشجّعًا على مشاركة جميع فئات المجتمع. ستشمل الفعاليات المجتمعية مسيراتٍ تُلوّح بالأعلام، ورقصاتٍ تقليدية، وعروضًا للألعاب النارية، حيث يُزيّن العديد من السكان منازلهم وسياراتهم بألوان العلم الوطني الأحمر والأخضر والأبيض والأسود. تُتيح عطلة نهاية الأسبوع الطويلة – عطلات القطاعين العام والخاص يومي 1 و2 ديسمبر – وقتًا كافيًا للتأمل في رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة من موانئ صيد اللؤلؤ إلى مركز عالمي للابتكار والتمويل والسياحة.
مع ازدياد الترقب على مواقع التواصل الاجتماعي، تتصدر وسوم مثل #عيد_الاتحاد و#اليوم_الوطني_الإماراتي عناوين الأخبار، متبادلةً قصصًا عن ارتباطات شخصية بتاريخ الأمة. بالنسبة للعديد من المغتربين، تُعدّ هذه المناسبة فرصةً للتعبير عن الامتنان للفرص التي توفرها دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما يُعيد الإماراتيون تأكيد جذورهم الثقافية. يحثّ المنظمون على الوصول مبكرًا إلى مواقع الفحص ومتابعة التحديثات على الموقع الرسمي وقنوات التواصل الاجتماعي لأي تفاصيل طارئة.
في عالمٍ غالبًا ما يسوده الانقسام، يُمثّل هذا اليوم الوطني تذكيرًا قويًا بقوة الوحدة، مُرسخًا مكانة الإمارات العربية المتحدة كنموذجٍ للوئام والتقدم على الساحة العالمية. مع الاستعدادات الجارية على قدم وساق، من المُقرر أن يكون الثاني من ديسمبر يومًا للفرح والتأمل والاحتفال الجماعي، يمتد صداه إلى ما وراء شبه الجزيرة العربية.
