يستعد مطار دبي الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، لاستقبال تدفق هائل من المسافرين خلال موسم الأعياد هذا، حيث تشير التوقعات إلى مرور أكثر من 10 ملايين مسافر عبر مبانيه بين 27 نوفمبر و31 ديسمبر. ويتوقع المسؤولون في مطار دبي الدولي أن تحطم هذه الفترة الأرقام القياسية السابقة، مدفوعةً بالطلب المتزايد على الرحلات الجوية الدولية وسط احتفالات نهاية العام.
ويُلاحظ هذا الارتفاع بشكل خاص في شهر ديسمبر، حيث من المتوقع وصول أو مغادرة ما يقدر بنحو 8.7 مليون شخص، مما يمثل زيادة كبيرة عن السنوات السابقة، ويؤكد مكانة دبي المتنامية كمركز عالمي للنقل والسياحة. وتأتي هذه الزيادة مع توافد العائلات والسياح ورجال الأعمال إلى وجهات شهيرة، بما في ذلك المملكة المتحدة والهند ومصر ودول أوروبية مختلفة ودول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، مستفيدين من الموقع الاستراتيجي للإمارة ومرافقها عالمية المستوى.
ومن المتوقع أن يبلغ ذروة هذا الازدحام يوم السبت 20 ديسمبر، حيث من المتوقع أن يمر أكثر من 303,000 مسافر عبر المطار في يوم واحد، مما قد يضغط على الموارد ويؤدي إلى فترات انتظار أطول عند مكاتب تسجيل الوصول ونقاط التفتيش الأمنية ومكاتب الجوازات.
وقد كثفت سلطات المطار استعداداتها، بما في ذلك زيادة عدد الموظفين وتبسيط الإجراءات ودمج التقنيات المتقدمة لإدارة الحشود بكفاءة. ويُنصح المسافرون بالتخطيط بدقة لتجنب أي اضطرابات، حيث إن مزيج حماس العطلات والأعداد الكبيرة من المسافرين قد يؤدي إلى تأخيرات إذا لم يتم التعامل معها بشكل استباقي.
وللتخفيف من هذه التحديات، يوصي الخبراء بحجز الرحلات الجوية مسبقًا، خاصةً لدرجة السياحة، حيث ترتفع الأسعار بسرعة بسبب محدودية المقاعد المتاحة. ويمكن أن يوفر اختيار تواريخ سفر مرنة أو أوقات غير الذروة، مثل المغادرة في الصباح الباكر أو في الليل، توفيرًا كبيرًا وتقليلًا للتوتر.
أما بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن مسارات بديلة، فقد توفر المطارات القريبة أو مراكز النقل خيارات أكثر ملاءمة من حيث التكلفة دون المساس بالراحة. كما يجب حجز أماكن الإقامة مبكرًا، مع تفضيل الأماكن القريبة التي تسمح بالإلغاء المجاني أو الدفع المؤجل، مما يتيح إجراء تعديلات في حال انخفاض الأسعار أو تغيير الخطط.
وبعيدًا عن الرحلات الجوية والإقامة، يُعد حجز خدمات المطار مسبقًا أمرًا بالغ الأهمية خلال هذه الفترة المزدحمة. فحجز مواقف السيارات مسبقًا لا يضمن التوفر فحسب، بل يقلل أيضًا التكاليف مقارنةً بالأسعار في الموقع. كما يوفر الدخول إلى صالات الانتظار وبطاقات المرور السريع عبر نقاط التفتيش الأمنية، والتي يمكن ترتيبها مسبقًا، راحة من الازدحام، وتوفر مناطق انتظار مريحة ومسارات سريعة. يُنصح العائلات المسافرة مع أطفال أو كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة بالاستفادة من خدمات الاستقبال والمساعدة، والتي تشمل مساعدة شخصية من لحظة الوصول حتى المغادرة، مما يجعل الرحلة أكثر سلاسة ومتعة.
يُؤكد هذا الموسم القياسي على مرونة دبي وجاذبيتها في مرحلة ما بعد الجائحة، حيث تُعد مطاراتها بواباتٍ إلى وجهات سياحية خلابة ولقاءات عائلية مميزة. ومع استمرار الإمارة في الاستثمار في البنية التحتية، مثل الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة تدفق المسافرين، يبقى التركيز على تقديم تجارب سفر سلسة. ويمكن للمسافرين الذين يتبعون هذه النصائح تحويل أي صعوبات محتملة إلى مغامرة لا تُنسى، مما يضمن بداية رائعة للعطلات وسط أفق دبي المتلألئ.