جدة، 12 مايو 2025 – أعلنت شركة جدة الاقتصادية، التابعة لشركة المملكة القابضة، عن استئناف أعمال البناء في برج جدة، الذي يُعد أطول ناطحة سحاب في العالم، بعد توقف دام قرابة سبع سنوات. ومن المتوقع أن يصل ارتفاع البرج إلى أكثر من كيلومتر (3281 قدمًا)، متجاوزًا برج خليفة في دبي بأكثر من 172 مترًا، ليصبح بذلك البرج الأعلى عالميًا عند اكتماله في عام 2028.
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية، شهدت المدينة مراسم إعادة إطلاق المشروع بحضور الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، وممثلين عن شركة “أدريان سميث + جوردون جيل” للهندسة المعمارية، التي صممت البرج. ويُعد البرج جزءًا من مشروع مدينة جدة الاقتصادية، وهو أحد المشاريع الطموحة ضمن رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للأعمال والسياحة.
صُمم البرج، الذي كان يُعرف سابقًا باسم برج المملكة، على يد المهندس المعماري الأمريكي أدريان سميث، الذي صمم أيضًا برج خليفة. ويتميز التصميم بهيكل ثلاثي الأضلاع يتقلص تدريجيًا مع الارتفاع، مما يقلل من تأثير أحمال الرياح ويعزز الكفاءة الهيكلية. وسيضم البرج فندق فورسيزونز الفاخر، وشققًا سكنية، ومكاتب تجارية، بالإضافة إلى أعلى منصة مراقبة في العالم على الطابق 157، والتي ستوفر إطلالات خلابة على البحر الأحمر.
بدأت أعمال البناء في البرج عام 2013، لكنها توقفت في يناير 2018 عند اكتمال حوالي ثلث الهيكل، بسبب مشاكل تعاقدية مرتبطة بحملة مكافحة الفساد التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي سبتمبر 2023، أصدرت شركة جدة الاقتصادية طلبًا جديدًا لتقديم العروض لاستكمال المشروع، وتم توقيع عقد بقيمة 1.9 مليار دولار مع مجموعة بن لادن السعودية، المقاول الأصلي للمشروع، لاستئناف الأعمال في يناير 2025.
وأفادت تقارير بأن المشروع سيستخدم تقنيات بناء متطورة، بما في ذلك مصاعد تنتقل بسرعة تصل إلى 10 أمتار في الثانية، ونظام ضخ الخرسانة إلى ارتفاعات تصل إلى 800 متر، مع خطط لتطوير هذه التقنية لتصل إلى 1000 متر. ومن المتوقع أن يتم إكمال طابق كل أربعة أيام، مما يعكس التقدم السريع في المرحلة الحالية.
يُعد برج جدة رمزًا للطموح السعودي، حيث يهدف إلى إعادة تموضع جدة كمركز تجاري وسياحي عالمي. ومع استئناف العمل، تتجه الأنظار نحو هذا المشروع الضخم الذي يُظهر التزام المملكة بتحقيق رؤيتها الاقتصادية الطموحة.
