في تصويتٍ مُدوٍّ بالثقة في براعة الإمارات الاقتصادية، يُتوقع أن يشهد قطاع العقارات في الإمارات نموًا هائلًا، مع توقعاتٍ بارتفاعٍ هائلٍ إلى 486.2 مليار درهم إماراتي بنهاية العقد. تُؤكد هذه التوقعات الطموحة، المُستمدة من تحليلٍ شاملٍ للسوق، الزخمَ الثابتَ الذي يشهده هذا القطاع في ظلّ حالة عدم اليقين العالمية، مما يجعل الإمارات العربية المتحدة منارةً حصينة للمستثمرين حول العالم. بلغت قيمة السوق العقارية 302.65 مليار درهم إماراتي العام الماضي فقط، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نموٍّ سنويٍّ مُركّبٍ قويٍّ يبلغ 8.06%، وهو مسارٌ يمزج بين المبادرات الحكومية الثاقبة وأحدث التقنيات المتطورة.
يأتي هذا الارتفاع في لحظةٍ محوريةٍ لدبي، حيث تُواصل ناطحات السحاب البراقة ومشاريع الواجهة البحرية المترامية الأطراف إعادة تعريف الحياة الحضرية. يتوافد المشترون المحليون والدوليون على حدٍ سواء إلى الإمارة، مُستلهمين سياساتها المُيسّرة للضرائب، وبنيتها التحتية عالمية المستوى، وأسلوب حياةٍ يمزج بسلاسةٍ بين الفخامة والابتكار.
لم تُنعش مشاريع ضخمة، مثل توسعات نخلة جميرا الشاسعة ومنطقة 2020 المستقبلية، الأراضي الخاملة فحسب، بل ضخّت مليارات الدولارات في الاقتصاد، مما أحدث تأثيرات إيجابية واسعة النطاق في قطاعات البناء والضيافة وتجارة التجزئة. وتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، لا سيما من أوروبا وآسيا والأمريكتين، بمستويات قياسية، حيث شكلت معاملات غير المقيمين ما يقرب من نصف جميع الصفقات في المناطق الرئيسية مثل داون تاون دبي ودبي مارينا.
ويكمن في قلب هذا التحول ثورة رقمية تُعيد صياغة كيفية شراء العقارات وبيعها وتجربتها. فقد أصبحت أكثر من 80% من العقارات المعروضة في دبي وأبوظبي رقمية بالكامل، وهي قفزة نوعية مقارنةً بما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، مما يتيح جولات افتراضية سلسة وتقييمات مبنية على البيانات.
والأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو أن أكثر من 60% من عمليات الشراء تبدأ عبر الإنترنت، حيث تستخدم المنصات الذكاء الاصطناعي لمطابقة المشترين مع منازل أحلامهم في الوقت الفعلي. تُبسّط تقنية بلوكتشين عمليات نقل الملكية، وتُقلّص زمن المعاملات الورقية من أسابيع إلى أيام معدودة، بينما تُتيح أدوات الواقع الافتراضي والمعزز للمالكين المحتملين “التجول” في المباني غير المكتملة، مُتصوّرين مستقبلهم وسط شرفات مُشمسة ومسابح لا متناهية.
هذا التحوّل التكنولوجي ليس مجرد اتجاه، بل ضرورة في ظلّ بيئة تنافسية شهدت ارتفاعًا هائلاً في توقعات المشترين. يتسابق المطورون لدمج هذه الأدوات، مُحوّلين المخططات المجرّدة إلى عروض غامرة تُسرّع إتمام الصفقات وتُعزّز الثقة. لنأخذ، على سبيل المثال، صعود شركات مُتخصصة مثل “لايف سايز بلانز دبي”، وهي شركة مُبتكرة أسترالية رسّخت جذورها في الإمارات العربية المتحدة قبل عامين.
من خلال عرض نماذج معمارية بالحجم الطبيعي باستخدام الواقع المُعزّز والواقع الافتراضي، تُمكّن الشركة العملاء من تجربة محاكاة واقعية للغاية لاستثماراتهم، مُكتشفةً عيوب التصميم أو فُرص التخصيص قبل وضع أي لبنة. هذا لا يُخفّض تكاليف المراجعات فحسب، بل يُمكّن المشترين أيضًا من شفافية غير مسبوقة، مما يجعل القرارات عالية المخاطر تبدو بديهية ومثيرة.
صرّح جورج كالاس، الرئيس التنفيذي صاحب الرؤية الثاقبة والمشرف على شركة لايف سايز بلانز دبي، قائلاً: “يدخل قطاع العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة حقبة جديدة من النمو القائم على البيانات”. وأضاف: “إن تقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي ليست مجرد إضافات؛ بل إنها تُعيد تعريف كيفية تصور العقارات وتسويقها وبيعها. من خلال غمر العملاء في بيئات فائقة الواقعية، نسد الفجوة بين الخيال والواقع، وندفعهم لاتخاذ قرارات أسرع واستثمارات أذكى – وهو أمر ضروري مع استمرار تزايد الطلب وزيادة انتقائية المشترين في كيفية ومكان استثمار أموالهم”.
مع ازدياد رقي أفق دبي، يُرسّخ هذا المزيج من استشراف السياسات والمرونة التكنولوجية مكانة الإمارة كقوة عقارية عالمية. فقد ارتفعت مبيعات الوحدات السكنية بنسبة 25% على أساس سنوي، بينما تُسجّل المساحات التجارية في مناطق مثل الخليج التجاري إشغالاً شبه كامل، مدعومةً بنماذج عمل هجينة تُعطي الأولوية للعافية والتواصل. تتداخل الاستدامة في كل شيء، حيث أصبحت الشهادات الخضراء معيارًا أساسيًا، وأصبحت المنازل الذكية المُدمجة بالطاقة الشمسية جذابة لجيل الألفية المُهتم بالبيئة.
ويستشرف الخبراء آفاقًا أكثر جرأة. فبحلول عام 2030، قد يتجاوز القطاع 500 مليار درهم إماراتي إذا استمرت الاتجاهات الحالية، مما يُحفّز خلق فرص عمل لمئات الآلاف، ويعزز تنويع اقتصاد الإمارات العربية المتحدة بعيدًا عن النفط. في الوقت الحالي، وفي خضمّ أجواء الاحتفالات في ديسمبر، ينبض سوق العقارات في دبي بقوة أكبر من أي وقت مضى – شهادة على المرونة والابتكار، وشغف عالمي لا ينضب بفرصها الذهبية. وكما قال أحد المطورين، هذا ليس مجرد بناء منازل؛ بل هو صناعة إرثٍ خالد.