اختتمت فعاليات أسبوع أبوظبي المالي 2025، الحدث المالي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، في 11 ديسمبر بعد أربعة أيام من المناقشات والتعاونات المكثفة، بمشاركة أكثر من 20 ألف شخص من مؤسسات تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 62 تريليون دولار أمريكي.
نُظّم الحدث من قبل سوق أبوظبي العالمي تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وشمل أكثر من 60 منتدى و300 جلسة و750 متحدثًا، وركز على موضوع “هندسة شبكة رأس المال” لدفع الابتكار والتعاون التنظيمي في القطاع المالي العالمي. ومن أبرز فعاليات الحدث إطلاق مؤشر جامعة نيويورك ستيرن للتنافسية المالية العالمية، وهو معيار جديد لتقييم المراكز المالية الدولية، مما يؤكد طموح أبوظبي للريادة في هذا المجال.
وقدم شخصيات بارزة، مثل فيليب هيلدبراند، نائب رئيس مجلس إدارة بلاك روك، رؤىً قيّمة، حيث استعرض الاتجاهات الكبرى مثل التجزئة السياسية والذكاء الاصطناعي والتركيبة السكانية والتحولات في صناعة الدفاع، داعيًا إلى إعادة تقييم استراتيجيات الاستثمار في ظل الدورات الاقتصادية القديمة. وتعهد بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت ورجل الأعمال الخيرية، بتقديم 1.2 مليار دولار من مؤسسته ضمن حزمة عالمية بقيمة 1.9 مليار دولار للقضاء على شلل الأطفال، مستغلاً المنصة لتعزيز المبادرات الصحية إلى جانب المناقشات المالية. وتوقعت مناقشات أخرى، قادها خبراء مثل نيلز كريستيان ويديلسبورغ من شركة CSC، استمرار تدفقات رأس المال إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2026، مع تأثير محدود لعدم استقرار الأسواق العالمية على الاقتصاد المحلي.
وعززت إعلانات مهمة النظام البيئي المالي في أبوظبي، بما في ذلك مشروع مشترك بين شركة مبادلة للاستثمار وشركة الدار لتطوير 1.5 مليون متر مربع من المساحات المكتبية والسكنية والتجارية والفندقية في جزيرة الماريه، مما يعزز مكانتها كمركز للتجارة ونمط الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، وقع مكتب أبوظبي للاستثمار اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة برودنشال فايننشال لتعزيز الاستثمارات طويلة الأجل ومدخرات التقاعد وإعادة التأمين، ودمج برودنشال في قطاع التكنولوجيا المالية والتأمين والخدمات الرقمية والأصول البديلة. وتهدف هذه الشراكة إلى تقديم منتجات مصممة خصيصًا لأسواق الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وبناء الخبرات المحلية من خلال التعليم، وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز للابتكار في مجال التأمين، مما قد يضيف 56 مليار درهم إلى الناتج المحلي الإجمالي ويخلق 8000 فرصة عمل.
ويؤكد نجاح هذا الحدث دور أبوظبي كـ”عاصمة رأس المال”، حيث تعزز العلاقات عبر الحدود وتقدم حلولاً استشرافية للتحديات العالمية. مع مغادرة المشاركين، تبشر النتائج بتحقيق نمو مستدام في مجالات التمويل والتكنولوجيا والتنمية المستدامة في المنطقة.